رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مكروه ومتغطرس وعاق.. 3 سيناريوهات تنتظر عبد الرحمن القرضاوي في لبنان

المصير

الأحد, 29 ديسمبر, 2024

08:04 م

في خطوة أحدثت جدلًا واسعًا، أعلنت السلطات اللبنانية أمس عن اعتقال الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، على خلفية فيديو نشره عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. في الفيديو، هاجم القرضاوي السلطات في مصر، السعودية، والإمارات، محذرًا من مؤامرة مزعومة على الثوار في سوريا.

هذا الفيديو لم يثر الجدل فقط في العالم العربي، بل تسبب في رد فعل عنيف من الإدارة السورية برئاسة أحمد الشرع المعروف بـ"الجولاني"، التي طالبت بحذف الفيديو لتجنب إثارة توترات مع الدول التي هاجمها القرضاوي. بالإضافة إلى ذلك، وُجهت له انتقادات حادة من ناشطين سوريين اتهموه بالنفاق، مذكرين بمواقفه السابقة التي هاجم فيها ثوار سوريا بسبب موقفهم من حزب الله اللبناني.

قراءة في شخصية عبد الرحمن القرضاوي

عبد الرحمن يوسف القرضاوي شخصية مثيرة للجدل منذ سنوات. ورغم شهرته كشاعر وسياسي، فإن سلوكه وتصرفاته أثارت تساؤلات عديدة عن دوافعه وحقيقته.

1. العلاقة مع والده:
رغم انتمائه لعائلة القرضاوي الشهيرة، فإن العلاقة بين عبد الرحمن ووالده كانت متوترة للغاية. تشير مصادر مقربة إلى أن القطيعة بينهما كانت شبه دائمة، حيث رأى والده فيه شخصية متمردة ومغرورة، تعاني من التناقضات التي جعلت من الصعب عليه تقبل نصحه أو دعمه.


2. سمات شخصية مثيرة للجدل:
كل من تعامل مع عبد الرحمن وصفه بأنه مغرور ومتغطرس، لا يتقبل النقد، ويعتبر نفسه دائمًا على حق. كما أن زوجته السابقة، التي خرجت عن صمتها بعد انفصالهما، اتهمته بإقامة علاقات غير مشروعة وشوه سمعتها أمام عائلتها والمجتمع.


3. تناقضات المواقف:
عبد الرحمن معروف بتبديل مواقفه السياسية بحسب الظروف. فقد هاجم في السابق ثوار سوريا لدعمهم مواقف مناهضة لحزب الله، لكنه اليوم يزعم أنه يدافع عنهم ضد "مؤامرات" دولية. هذا التناقض جعل منه شخصية غير موثوقة في أوساط المعارضة السورية.

3 سيناريوهات محتملة

1. التسليم لمصر:
عبد الرحمن القرضاوي مطلوب للسلطات المصرية ومدرج على قوائم الإنتربول بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض ضد الدولة المصرية. إذا ما قررت السلطات اللبنانية التعاون مع مصر، قد يتم تسليمه في الأيام القادمة. هذا السيناريو يبدو مرجحًا خاصة في ظل العلاقات القوية بين لبنان ومصر.


2. وساطة سورية للإفراج عنه:
الإدارة السورية، بقيادة أحمد الشرع، قد تتدخل للإفراج عن عبد الرحمن حفاظًا على استقرار علاقاتها مع تركيا وقطر، الدولتين الداعمتين له، خصوصًا أنه يحمل جواز سفر تركيًا وقطريًا. لكن ذلك يتطلب التزامًا منه بعدم تكرار تصريحاته المثيرة للجدل.


3. وساطة تركية أو قطرية:
باعتباره يحمل جنسية تركية وقطرية، قد تتدخل أنقرة أو الدوحة للإفراج عنه. تركيا، على وجه الخصوص، لديها علاقات وثيقة مع لبنان وتاريخ من حماية الشخصيات المثيرة للجدل التي تدعمها.


عبد الرحمن القرضاوي، بشخصيته المثيرة للجدل وسلوكه المتناقض، يجد نفسه اليوم في مأزق حقيقي. اعتقاله في لبنان يكشف عن حجم التحديات التي تواجه شخصيات مثله، خاصة في ظل فقدان الدعم الشعبي والسياسي. السيناريوهات المطروحة أمامه ليست كلها إيجابية، ويبقى السؤال: هل ستنقذه الدول التي يحمل جنسياتها، أم أنه سيواجه مصيره في مصر؟ الأيام القادمة ستكشف عن إجابة هذا السؤال.